بدأت دبي تحضيراتها لاستضافة فعاليات النسخة الـ 27 للمؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم)، الذي يقام خلال 2025 ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ويستعد متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات لأداء دور محوري ضمن هذا الحدث البارز، حيث يبرز المتحف الذي تديره هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” ثراء التراث المحلي وما تمتاز به الإمارات العربية المتحدة من نسيج ثقافي متنوع.
ويشكل متحف الشندغة محطة بارزة في مسيرة دبي، بفضل ما يسرده من حكايات متفردة، وما يقدمه من مسارات استثنائية تأخذ الزوار في رحلة ممتعة يتنقلون خلالها بين 22 جناحاً موزعة على أكثر من 80 بيتاً تحتضن تاريخ والدولة وثقافتها، وتقدمها للزوار عبر تشكيلة متنوعة من المعارض والمواد الأرشيفية التي جمعها المتحف بالتعاون مع أكثر من 100 فرد في المجتمع، ما يُظهر حرص الناس على حفظ تراثهم المشترك وعرض مقتنياتهم التاريخية بين جدران المتحف.
وعبر متحف الشندغة الذي يقع على ضفاف خور دبي، وظفت “دبي للثقافة” أحدث تقنيات العرض والأدوات التعليمية التفاعلية وذلك لتقديم ما يمتلكه المتحف من قصص ومقتنيات متنوعة بطرق جذابة وحديثة تعرض تطور دبي وإنجازاتها، حيث يبرز هذا النهج أهمية مجموعات المتحف التي تلتقط جوهر تراث دبي ونسيجها الحضري المتطور، وتهدف الهيئة من خلال ذلك إلى تحفيز الابتكار وفتح الآفاق واسعة أمام زوار المتحف الذي يساهم في دعم قوة السياحة الثقافية في الإمارة ويستهدف نحو مليون زائر بحلول 2025.
وتسعى الهيئة عبر أجنحة متحف الشندغة إلى الموازنة بين المقتنيات التقليدية والتكنولوجيا التفاعلية، وفي الوقت الذي يركز فيه المتحف بشكل كبير على حفظ التاريخ الشفهي للأمة، ساعد استخدامه للتقنيات الحديثة في كافة أجنحته، ومن بينها “جناح الحياة البحرية” و”المجتمع و البيئة: الفنون التراثية”، على نشر وتجسيد المحتوى، كما يقدم جناح “خور دبي: نشأة مدينة” للزوار رحلة سمعية بصرية غامرة تسرد قصة تطور الإمارة، ويضيف “بيت العطور” الكثير إلى هذه الرحلة الحسية التفاعلية، من خلال إتاحته الفرصة للزوار لاستكشاف الجذور التاريخية للعطور في دبي وتمكينهم من التعرف على الأساليب التقليدية في صناعة الزيوت العطرية والعطور التي تعود في جذورها إلى عدة عقود مضت.
يواصل متحف الشندغة مسيرة نموه ودوره في المحافظة على تراث دبي الثقافي المتنوع، واستعراض جذوره التاريخية والتعريف بتفاصيله المختلفة، وذلك يأتي انطلاقاً من مبدأه بأنه متحف حي ومن الناس وإلى الناس. كما يقدم المتحف تجارب مختلفة وورش عمل وفعاليات لجميع أفراد العائلة على مدار العام، بهدف تعريفهم بتراث دبي الغني وتاريخها العريق.